سيِّدةُ المدائنِ | الإثنين 4 أبريل 2022

السعودية نيوز

سيِّدةُ المدائنِ | الإثنين 4 أبريل 2022

2022-04-11    427

للمُدُنِ – كما للأَشْخاصِ-أحاديثُ وحِكاياتٌ، وحَوادِثُ وذكرياتٌ، وما مِنْ مدينةٍ عظيمةٍ من مُدُنِ العالمِ إلا ولها مِيْراثُها من التّاريخِ والأمجادِ، والبُطولاتِ والمفاخِرِ، ولكنَّ مدينةً واحدةً من بينِها هي التي تستطيعُ أَنْ تُباهِيَ باستفتاحِ تَنَزُّلِ آخِرِ كُتُبِ السماءِ، وانطلاقِ دَعوةِ سيِّدِ الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.



مدينةٌ واحدةٌ مِنْ بَين مُدُنِ العالمِ كلِّها يَحِقُّ لها أن تعتزَّ بأنَّها مَدْرَجُ الأنبياءِ أجمعينَ، فما مِنْ نبيٍّ إلا وقد حَجَّ البيتَ كما جاءتْ به الآثارُ.

مدينةٌ واحدةٌ من بينِ مُدُنِ العالمِ أجمعَ يسَعُها أنْ تفخرَ بأنَّها قبلةُ أكثرَ من مليارٍ ونصفٍ من البشرِ، يستقبلونها بوجوههم وقلوبهم كلَّ يومٍ.



مدينةٌ واحدةٌ أيُّها السادةُ تقدِرُ أنْ تُباهيَ بأنَّ بيتَها أَشْرفُ بيتٍ بناءً، "فالآمِرُ هو الملكُ الجليلُ، والمهندسُ هو جبريلُ، والباني هو الخليلُ، والتلميذُ إسماعيلُ عليهم السلام"…



إنّها مكةُ ... أمُّ القرى .. وسيِّدةُ المدائنِ .. وعاصمةُ الوحيِ ..



تَنْزِلُ قلبَها فتَجِدُ كعبةَ الرحمنِ، وتتيامَنُ إلى شرقِها فتقفُ أمام غار حراءٍ، وجبل الرحمة، والمشعر الحرامِ، وتتياسر نحو غربها فتلقى (بِئْرَ طُوى) حيثُ مُغتسَلُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ الفتحِ، ثم تقصد شمالها فإذا شِعْبُ عامرٍ حيثُ منبعُ الدعوةِ وأولى ملاحمِها، وتنزلُ إلى جنوبِها فتُصافحُكَ أنوارُ جبلِ ثورٍ، وذكرياتُ الهجرة النبوية الشريفة.



إنَّها مكةُ وحسبُ …



بلاد حباها اللهُ أمنا وكعبةً



وآياتُها مادام للناسِ قبلةٌ



مَقامُ خليلِ الله فيها محجباً



ومَنْ أَمَّها من أيِّ قُطْرٍ وبلدةٍ



وضُوعِفَـتِ الأعمـالُ فيهـا تفضُّــــــــــــــــلاً



ولــو عَرَفَ الإنسانُ حُرمـــةَ أرضِهـــــــــــا



يُصلّي اليها النّاسُ فرضاً محتَّما



بها بيِّناتٌ تَنْثُرُ الأُفْقَ أنجما



ومَشْربُ إسماعيلَ من بئرِ زمزما



ومَرَّ على الميقاتِ لَبَّى وأَحْرما



مِن الله ذي العرشِ الذي قـــد تَكَرَّما



تــــأدَّبَ فيهــــا واستقـــــامَ وعَظَّمـــــــــــــــــــــــــــا



ليس في قاموسِ الأرضِ ما يفي بحقِّ مدينةٍ هي من السماءِ وإلى السماءِ.



وليس في طوقِ البشرِ أنْ يبلغوا القَصْدَ في وصفِ بلادٍ اصطفاها ربُّ البشرِ.



فحسبي وحسبكم من مكةَ أن نُعبِّرَ عن مكانتِها في قلوبنا .. ثم نتلو خاشعين قول المولى: ((إنَّ أولَ بيتٍ وُضِعَ للناسِ للذي ببكةَ مباركاً وهدى للعالمين فيه آياتٌ بيناتٌ مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً))


مشاركة :